إحياء ذكرى النكبة كل عام هو تذكيرٌ فلسطيني ذاتي عابر للأجيال بحقيقة كون الشعب الفلسطيني تعرض لإحدى أسوأ عمليات التطهير العرقي والتشريد في التاريخ المعاصر.
بهذه الكلمات عبّر عبد الله معروف، أستاذ دراسات بيت المقدس، ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة بالمسجد الأقصى سابقاً، عن الذكرى الـ69 للنكبة الفلسطينية.
الفلسطيني معروف أكد تمسك الشعب الفلسطيني بقضيته، وقال في ذكرى النكبة، لـ"الخليج أونلاين": "هذا التذكير الذاتي لا بد منه لإبقاء القضية حيةً عبر الأجيال الفلسطينية، ولضمان انتقال المطالبة بحق العودة من جيل إلى جيل، كما أن إحياء هذه الذكرى سنوياً خطوة لا بد منها لإثبات خطأ المقولة الصهيونية التي ادعت أن "الكبار يموتون والصغار ينسون".. فهي من شيم الشعب الفلسطيني الحي، والشعب الحي لا ينسى حقه".
"علينا، نحن الشعب الفلسطيني في الشتات، ألا نسمح لأي شخص أو جهة، كائناً من كان، أن يتلاعب بحق عودتنا المقدس، فهذا الحق ليس ملكاً لأحد حتى يتنازل عنه، ولم يخول الشعب الفلسطيني أحداً التفريط بهذا الحق الثابت، ولن يخوله"، وفق معروف.
- ما هي ذكرى "النكبة"؟
ذكرى النكبة ترمز إلى التهجير القسري الجماعي في 15 مايو/ أيار من العام 1948، لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، وتمثلت في نجاح الحركة الصهيونية- بدعم من بريطانيا- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين، وإعلان دولة "إسرائيل".
واحتل اليهود 78% من أراضي فلسطين، أي كل فلسطين باستثناء الضفة الغربية وغزة. وفي كل عام بهذا التاريخ تُحيي المنظمات الفلسطينية والجمعيات هذه الذكرى، بفعاليات ونشاطات تُذكّر الأجيال بالتهجير؛ كي لا تُنسى القضية الفلسطينية.
- حب فلسطين باقٍ
وبعد سنوات من البُعد، ولوعة الاشتياق، ومهما فعل اليهود في أراضي فلسطين؛ من اقتلاع لشجر الليمون والزيتون، فإنهم ليس بإمكانهم أن يقلعوا جذور حب وطن خُلق تحت ظل هذا الشجر، كما تقول الفلسطينية سماح صافي، عن تمسكها بوطنها في الذكرى الـ69 للنكبة.
المخرجة صافي أكدت لـ"الخليج أونلاين" أن "حب فلسطين وذكريات بياراته باقية في ذاكرة الأجداد والأبناء والأحفاد وقلوبهم".
- قضية فلسطين هي "المحور"
وعلى الرغم من توالي النكبات بعدها في فلسطين والوطن العربي، فإنها تبقى "هي المحور"، وفق الفلسطينية نور أبو غوش، التي قالت لـ"الخليج أونلاين": "القضية الفلسطينية هي الأساس الذي لأجله حدثت كل المجريات في المنطقة".
هذه الذكرى تعيد للأجيال ما مرّ به أجدادهم عبر الزمن في صراعهم مع اليهود، وتقول أبو غوش: "بقينا نسمع قصص آبائنا وأجدادنا وأحاديث الأقصى والمسرى، لنجدد فيها العهد بأن نكونَ أهلاً للعودة".